ايران تطلق تطبيق يزعم ان بأمكانه تشخيص الاصابة بفايروس كورونا, عوضاً عن ذلك قام بجمع مواقع الملايين من الناس.
"يمكنهم تتبعك, اذا قمت بتحريك جهازك من نقطة (أ) الى النقطة (ب) يمكنهم رؤية ذلك بشكلٍ آني."
في الثلاثاء, المصادف 3 مارس, الأجهزة الذكية الخاصة بملايين المواطنين الأيرانيين تلقت رسائلاً بشكلٍ منسجم.
“أيها المواطنون الأعزاء, قبل ذهابكم الى المستشفى او المركز الصحي, قوموا بتنصيب و استخدام هذا البرنامج لتحديد إن كنتم انتم او احبائكم مصابين بفايروس كورونا.” هكذا قالت الرسالة, حيث زعمت انها قادمة من وزارة الصحة الايرانية.
و تضمنت رابطاً لتحميل هذا البرنامج من متجر تطبيقات ايراني مسمى ب (بازار كافيه).
بالطبع هذا التطبيق لا بأستطاعته اخبار المواطنين اذ انهم مصابون بفايروس كورونا ام لا, لكن ما فعله هو انه قام بجمع كمية معلومات كبيرة جداً عن المواطنين من ضمنها, اسمائهم, عناوينهم, تواريخ ميلادهم و حتى يمكنه تتبع مواقع المواطنين بشكلٍ آني.
حيث ان الحكومة قد تفاخرت بشأن ان ملايين المواطنين قد شاركوا هذه المعلومات معهم في وقتها في حين ان المواطنين الايرانيين لم تكن لهم ادنى فكرة عن مخاطر هذا الفايروس. الحكومة الايرانية يتم اتهامها بالتستر على الارقام الحقيقية لالمصابين و المتوفين من الفايروس حيث يزعم الخبراء ان الارقام الحقيقية قد تكون اكبر بكثير. مع سيطرة الاضطراب و الخوف على العديد من مناطق ايران, يحاول هذا التطبيق الاستفادة من الوضع الراهن لتعزيز قدرات المراقبة للحكومة الايرانية.
ايران هي واحدة من الدول التي تضررت بشكلٍ كبير من تفشي فايروس كورونا, حيث قال المسؤولون ان عدد المصابين يفوق ال 12700 حالة. لكن خبراء الصحة العامة يتوقعون ان عدد الاصابات الفعلي يفوق ال 2 مليون.
في يوم الخميس, شاهين غوبادي متحدث المجلس الوطني للمقاومة في ايران قدم هو و اعضاء المجلس تقريراً قادم من أكثر من 65 طبيب ايراني و اعضاء طاقم طبي و محترفين في المجال الطبي في اوربا و امريكا الشمالية و استراليا الى منظمة الصحة العالمية يزعمون ان استناداً على بحثهم من ضمنه مقابلات مع اعضاء الطاقم الطبي في الخط الامامي, ان اجمالي الوفيات اكثر من 3000 شخص.
التقرير ايضاً يزعم ان طهران قد تسترت على اولى حالات الاصابة بالمرض لزيادة اعداد الحاضرين في الاحتفال السنوي لذكرى ثورة 1979 في 11 فبراير و الانتخابات المحلية في 21 فبراير.
لكن عندما بدأ مشرعوا القانون الايرانيين و المسؤولون بالإصابة بالفايروس و الموت في العديد من الحالات, سعت الحكومة الى تهدئة الأوضاع من خلال اطلاقها للتطبيق الجديد.
التتبع بشكل آني
اسم التطبيق هو AC19 و يزعم هذا التطبيق انه قادر على تحديد ان كان الناس مصابين بالفايروس ام لا, حيث يقول البرنامج انه مصمم من قبل وزارة الصحة الايرانية لتحديد احتمالية اصابة الشخص بفايروس كورونا.
عند تنزيل التطبيق, يطلب التطبيق من المستخدمين تأكيد ارقام هواتفهم, على الرغم من ان الحكومة الايرانية يمكنها الحصول على جميع أرقام الهواتف بسبب سيطرتها على مزودي الخدمة الخلوية في البلد, ثم يطلب التطبيق من المستخدمين اعطاء تصريح الى التطبيق بإرسال معلومات محددة خاصة بموقعهم الى الخوادم الحكومية.
تكمن المشكلة في ان طلب اعطاء التصريح في انظمة الاندرويد يظهر باللغة الانكليزية بشكلٍ اساسي, الا ان يتم تغييرها من الاعدادات الى اللغة الفارسية لذلك غالبية المستخدمين لا يعلمون ماذا يتم المطالبة بهم.
و بالنسبة ل 40% من مستخدمي نظام اندرويد في ايران الذين يستخدمون نسخة قديمة من النظام, لن يظهر لهم طلب إعطاء تصريح على الاطلاق و ذلك يعني أن معلومات موقعهم تتم مشاركتها بغير علمهم.
احد الخبراء الذين اطلعوا على شفرات التطبيق يقول ان تحديد الموقع يتجاوز مجرد تحديد موقعك في البلد, حيث قال:
“جمع المعلومات حول موقعك ليس لمرة واحدة فقط”, نرمين غريب, باحث في أمن المعلومات يسكن في لندن, حيث قال إن التطبيق يستخدم مكتبة تُستخدم عادة في تطبيقات الرياضة لتتبع تحركاتك “يمكنهم تتبعك, إذا قمت بتحريك جهازك من نقطة (أ) إلى النقطة (ب) يمكنهم رؤية ذلك بشكلٍ آني.”
نتائج فورية
يزعم التطبيق أن بإمكانه تحديد ما إذا كان المستخدم مصاب بفايروس كورونا ام لا, و لفعل ذلك يقوم بسؤالك مجموعة من الاسئلة, يتم الاجابة عليها بأستخدام نعم او لا عن الأعراض التي قد تعاني منها, و يخبرك مقدار احتمالية إصابتك بالمرض و هل عليك الذهاب الى المستشفى ام لا.
من المستحيل معرفة كم من المواطنين قد قاموا يتنزيل التطبيق لكن اعتماداً إلى تغريدة من محمد جواد آذري جهرمي, وزير المعلومات والاتصالات في ايران, على الاقل 3.5 مليون شخص قاموا بمشاركة معلومات محددة عن موقعهم مع الحكومة.
تاريخ المراقبة
طهران أظهرت مسبقا رغبتها لمراقبة و تتبع اتصالات مواطنيها من ضمنها تقليل و حتى قطع خدمة الانترنت في اوقات الازمات.
خلال الانتفاضة التي حصلت في نوفمبر 2018 قام المتظاهرون الإيرانيون باستخدام واسع لتطبيق المكالمات المشفر, تلكرام, الفترة التي أعقبت التظاهرات, قامت الحكومة بإنشاء نسختها الخاصة من التطبيقات, المسمية ب كولدن تلكرام و هوتكرام, حيث وصل عدد مستخدميه الى 30 مليون داخل ايران.
شكل التطبيق مماثل لتطبيق تلكرام, لكن شركة تلكرام بعد فترة قصيرة أصدرت تحذيراً بأن التطبيق غير آمن و ان الحكومة الايرانية قد تكون تراقبه.
الشركة التي قامت بإنشاء التطبيق للحكومة سابقاً في 2018 اسمها (سمارت لانك سوليوشن) الشركة معروفة اليوم باسم (سارزمن هوشماند) نفس الشركة التي انشأت تطبيق فايروس كورونا.