fbpx
الاخبار

قصة بلاك بيري (BlackBerry) من اكبر شركة هواتف الى لا شيء

انتقلت شركة بلاك بيري من امتلاكها 20% من حصص السوق لبيع الهواتف الى حوالي صفر خلال بضعة سنين قصيرة في هذه المقالة نقدم لمحة تاريخية كاملة لشركة بلاك بيري منذ ان احتلت السوق تقريباً الى ان اصبحت لاشيء..

الصعود الى القمة

لنبدأ بتاريخ بلاك بيري علينا الرجوع الثمانينات في كندا تحديداً حيث تم انشاء هذه الشركة في الثمانينات تحت اسم “Research In Motion” مايك لازاريديس و دوغلاس فريجين طلاب في كلية الهندسة قاموا بانشاء الشركة في 1984حيث في بدايتها عملت الشركة في تطوير تقنيات الاتصالات والشبكات اللاسلكية حيث ان في عام 1996 قدمت الشركة اول جهاز تبادل رسائل بيجر (pager) ان اول جهاز تم اطلاقه تحت اسم بلاك بيري كان جهاز تبادل رسائل (بيجر) مع كيبورد QWERTY كامل ( نعني هنا ترتيب الحروف في الكيبورد هو نفس ترتيب الحروف الموجود في الكيبوردات الحالية) حيث ان اسم بلاك بيري كان نابعاً من شكل وملمس ذلك الهاتف! حيث قدم هذا الجهاز لاصحاب الشركات في سنة 1999 اول طريقة سهلة للوصول الى الايميلات وتصفح النت وانت في الطريق بعيداً عن الكمبيوتر ومن تلك اللحظة استهدفت بلاك بيري ذلك السوق سوق الاعمال.

الجهاز الثاني الذي اطلقته الشركة كان يحتوي على امكانيات الاتصال وهو امر كبير جدا في وقته حيث استوعب صناع بلاك بيري ان شبكة الاتصالات تحتوي على باندودث ضيق جدا ولايمكنها تحمل عمليات الاتصال فقاموا بعمل تصميم هندسي ل الكتروناتهم لارسال الرسائل والقيام بعمليات الاتصالات بطريقة لاتضع حمل عالي على الشبكة. امر اخر جعل بلاك بيري تتصدر في ذلك الوقت عالم الهواتف هو التسويق! حيث كان موظفي بلاك بيري يذهبون الى المؤتمرات وعندما يلمحون شخص يستخدم لابتوب عملاق من اجل تفقد الايميل او العمل يقومون بأعطاه هاتف بلاك بيري جديد ليقوم بتجربته لمدة شهر اذا اعجبه يمكنه ان يقوم بشرائه هذه الطريقة قدمت للشركة تسويق عملاق جدا 

بعد هذه الشهرة في عالم الاعمال بدات بلاك بيري تستهدف فئة اخرى وهي الشباب فقامت بأطلاق هاتف BlackBerry Pearl حيث جاء هذا الهاتف بكامرة وخدمة ارسال رسائل عبر الانترنيت وهي ال BBM حيث ان في بداية الالفينات كانت شركات الاتصال تأخذ مبالغ عالية على الرسائل مايقارب 20 سنت او 250 دينار عراقي على الرسالة لكن بلاك بيري قدمت خدمة ارسال رسائل لانهائية على الانترنيت بدون ان تدفع مبالغ الرسائل حيث كل ما كنت تحتاجه لترسل رسائل هو هاتف بلاك بيري و خدمة انترنيت مثل ما هو الحال الان في الفيسبوك والتليكرام لكن في ذلك الوقت كان شيء ثوري واسطوري في حقيقة الامر هذا الامر جعل بلاك بيري مشهورة جداً حيث بلغت حصتها من اجهزة الهواتف في العالم 20% و كانت تسيطر على اكثر من 50% من سوق الهواتف الامريكي.

 

السقوط

في سنة 2007 بالتحديد صعد ستيف جوبز على المنصة وقدم جهاز من ابل حيث كان هذا هاتف و متصفح و الة ايميل كلها في جهاز واحد اسمه الايفون مايك لازاريديس مؤسس بلاك بيري صرح للاعلام ” هذا امر مستحيل شبكة الاتصالات الحالية لن تستطيع ان تتحمل امكانيات هذا الجهاز انه امر غير منطقي ان تفكر شركة بعمل جهاز مثل هذا” مايك كان على صواب في بداية الامر حيث عندما تم اطلاقه هاتف الايفون لم يعمل بصورة صحيحة بسبب ضغوط الشبكة وواجهات ابل الكثير من الدعاوي القضائية لكنها استطاعت ان تجعل هاتفها ان يعمل ومايك اصبح في موقف لايحسد عليه حيث ان خلال تلك السنتين انتشر الايفون الى كل مكان وبشاشة لمس دهشت مستخدمي الهواتف النقالة في ذلك الوقت حيث في الوقت الذي عرفت بلاك بيري الخطر المحيط بها من ابل كانوا قد اصبحوا تابعين للتكنولوجيا وليس مبدعين وعندما تصبح تابع في عالم التكنولوجيا انت بدات ان تخسر بالفعل ومدا يزيد المشكلة سوء ان هواتف الاندرويد ظهرت في ذلك الوقت ايضاً واصبحت المنافسة اصعب بكثير على بلاك بيري حيث كان منافسيها سوني اريكسون و نوكيا و موتريلا لكن البلاك بيري كان يفوقهن بكثير من التقنيات.

بعكس الظنون كانت بلاك بيري تبلي حسناً في السوق فهي كانت تستمر بالتوسع ومبيعاتها لم تقل حيث اضطرت الى بناء مصانع جديدة لتلبية الطلبات الكثيرة على الاجهزة وقررت ان تحارب الايفون بأصدار هاتف بشاشة اكبر وبكيبورد منسدل لكن الشركة لم تستوعب انها كانت تنافس في سوق ديناميكي عن طريق تغيير شكل هواتفها لا تقنياتها وذلك كلفها الكثير حيث ظلت على نفس نظامها القديم 

وفي الوقت التي قررت استبدال نظامها المبني على الجافا الى نظام قامت الشركة ببناءه تحت اسم QNX لكن لسوء الحظ المبرمجين لم يعجبوا بالنظام ولم يطوروا تطبيقاتهم عليه حيث قرروا ان يبرموجوا تطبيقاتهم على اجهزة الابل والاندرويد للوصول الى جمهور اكبر حيث خلال سنة سقطت بلاك بيري من اول ماركة هواتف على العالم الى المركز الثالث وفي خطوة بائسة لانجاح الشركة قررت بلاك بيري بالاستغناء عن نظامها واطلاق هواتفها الجديدة بنظام اندرويد لكن تلك الخطوة جعلت هواتفها تبدوا عادية ولاتختلف بشيء عن هواتف المنافسين.

فقررت الشركة ان تحول مسارها لتصبح شركة تطبيقات حيث انها هذه الايام تعمل على الحماية الامنية و برمجة تطبيقات لاصحاب العمل مازلوا يبيعون هواتف لكنها تشكل نسبة 0.05% من السوق في العالم كله مما يعني لاشيء.

 

الاستنتاج

الاندرويد والايفون قاموا بقتل بلاك بيري لكن بلاك بيري نفسها سمحت لهم بفعل ذلك ابقائها على نفس تصميم الهواتف بدون تقديم خواص جديدة تجعلك ترغب بتبديل هاتفك مقارنة بالخواص والتطورات العملاقة التي كانت على اجهزة الاندرويد والايفون حيث ان بلاك بيري جلست وراقبت منافسيها يكبرون الى ان يصبحوا خطر كبير قبل ان يقرروا مواجهتم وفي ذلك الوقت انت خسرت بالفعل واضافة الى ذلك مدراء الشركة لم يكونوا اصحاب رؤية حيث دفعوا شركتهم بما يظنون مايريده الناس بدل ان يستمعوا لما يريده الناس بالفعل حيث في لقاء تلفازي لمؤسس بلاك بيري في عام 2010 قال ان هنالك 300 الف تطبيق على الايفون لكنك في حقيقة الامر تحتاج الى تطبيق واحد وهو المتصفح وهذا التصريح يكشف عقلية اصحاب الشركة التي رفضت التغيير والاستماع لما يريده الناس كان بامكان بلاك بيري ان تصبح ابل اليوم حيث ان في عام 2013 كانت الشركة لديها 5 مليار دولار كاش و صفر ديون كان بأمكانها شراء وقت وكان بأمكانها سحق منافسيها لكن الشركة فشلت بأن تنافس ولم ترغب بالتطوير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *