fbpx
الاخبار

قصة شركة ياهو من اكبر موقع بالانترنيت الى لا شيء

Yahoo قصة فشل

موقع ياهو .com تم اطلاقه في عام 1994 بواسطة جيري يانغ و ديفيد فيلو خريجان من جامعة ستانفورد الامريكية ياهو كان عبارة عن بوابة للانترنيت في وقت كان فيه الانترنيت عبارة عن فوضى ولم تكن هنالك طريقة لتصفح الانترنيت والمواقع بطريقة سهلة الشركة تحولت شركة عامة ودخلت البورصة في عام 1996 وفي عام 1997 كانت ياهو ثاني اكثر موقع يتم تصفحه في العالم بعد موقع إيه أو إل (AOL) وفي عام 1998 زار الشركة طالبان دكتوراء في جامعة ستانفورد الامريكية كان اسمهما لاري بايج و سيرجي برين عرض الاثنان على شركة ياهو خوارزمية محرك بحث قاموا بتطويرها اسمها Page Rank طريقة سريعة وفعالة للبحث على المعلومات والمواقع على الانترنيت عرض الطالبان هذه الخوارزمية مقابل 1 مليون دولار فقط في وقت كانت عائدات ارباح ياهو لسنة 1998 وصلت الى 203 مليون دولار امريكي ياهو رفضت العرض… حيث انها اعتقدت انها طريقة غير فعالة لانها سوف تبعد الناس عن موقعهم وتقلل ارباح الاعلانات الخاصة بهم الخوارزمية التي رفضت ياهو شراءها مقابل مبلغ بسيط جداً بالنسبة ل ارباحها هي كوكل…

في 1990 كان الانترنيت ينظر اليه على انه المستقبل الوحيد لكل شيء حيث كان الناس والمستثمرين يرمون اموالهم على اي شيء ينتهي ب .com حتى لو لم تملك تلك الشركات اي خطة عمل مستقبلية مما سمح لهذه الشركات بأن تكبر الى حد كبير جداً لكن المشكلة التقنيات في ذلك الوقت لم تستطع ان تتماشى من الطلب الهائل عليها فلم تسمح التكنولوجيا في ذلك الوقت بالتطور والازدهار المستمر السريع جداً لكن عندما استوعب الناس والمستثمرين عدم قدرة هذه الشركات على النمو والازدهار المتواصل بدأ الكل ببيع اسهمه في عام ال 2000 كل الشركات التقنية تأثرت الى حد كبير من هذه الصدمة والهبوط السريع في الاسهم لكن ياهو و كوكل وبعض الشركات الاخرى استطاعات ان تنجو من هذه العاصفة حيث ان سعر اسهم ياهو سقط من 118$ دولار امريكي الى 4.6$ دولار امريكي في عام 2002 بقت ياهو اكثر موقع انترنيت يزار يومياً في العالم لكنها خسرت ضد كوكل في سوق محركات البحث بشكل كبير جداً.

في عام 2005 قامت ياهو بشراء 40% من اسهم موقع البيع الالكتروني علي بابا (Alibaba) وفي نفس السنة قامت ياهو بشراء موقع مشاركة الصور فلكر (Flickr) وفي عام 2006 حاولت ياهو شراء فيسبوك مقابل 1 مليار دولار لكن مارك زوكربيرغ رفض حيث انه وفق لبعض المصادر لو ان ياهو وافقت على دفع 1.1 مليار دولار مقابل فيسبوك بدل من ال 1 مليار التي عرضتها كان من الممكن ان تشتري فيسبوك حيث ان مارك زوكربيرغ سوف يتم اجباره على البيع من قبل مجلس الادارة الخاص بفيسبوك ولكان العالم مختلف بشكل كبير من الان. في عام 2008 عرضت شركة مايكروسوفت 44 مليار دولار مقابل شراء ياهو لكن الشركة ضحكت على المبلغ مصرحة بأنه لا يمثل القيمة الحقيقية من الشركة.

بعد استمرار هبوط موقع ياهو وقلة شعبيته على مدى السنين تم تعيين ماريسا ماير (إداريه سابقه في كوكل) المدير التنفيذي لشركة ياهو في عام 2012 ركزت ماريسا على تحسين شكل ياهو و تركيز عمل ياهو على الهواتف النقالة وبعد سنتنين قامت ياهو بشراء تمبلر (tumblr) كل هذا لم ينجح حيث ان في عام 2016 خسرت ياهو 4.4 مليار دولار وكانت بمعنى الكلمة تنزف اموال بدون ان تربح شيء وفي نهاية عام 2016 قامت شركة فيرايزون (Verizon) بشراء ياهو مقابل 4.8 مليار دولار فقط حوالي 1% مما عرضته شركة مايكروسوفت مقابل الشركة. منذ بداية ياهو الى وقت بيعها ل شركة فيرايزون (Verizon) قامت شركة ياهو بشراء 114 شركة مختلفة كلها فشلت.

ببساطة ياهو فشلت في كل خدمتها التي قدمتها ضد شركات قدمت الخدمات بطريقة افضل حيث ان ياهو ميل (Yahoo mail) تم استبداله بخدمة كوكل GMAIL خدمة ياهو ماسنجر تم استبدالها ب الواتس اب و فيسبوك ماسنجر والناس بدئوا يذهبون الى مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على الاخبار بدل من الذهاب الى موقع ياهو للأخبار ففي عام 2010 خسرت ياهو كل خدماتها مقابل شركات ببساطة قدمت هذه الخدمات بطريقة افضل ياهو لم تستطع ان تواجه المنافسة او ان تفعل اي شيء فهي ببساطة ارتبكت والدليل الواضح لهذا الشيء ان الشركة خلال 5 سنوات قامت ب بتبديل المدير التنفيذي للشركة 6 مرات! في وقت كانت الشركة تحتاج الى قيادة مستقرة لأيجاد الحلول وليس تبديل المدراء التنفيذيين يجلب التوتر والفوضى الى بيئة العمل واذا كان هنالك امكانية لأنقاذ ياهو من هذا السقوط كان بيد ماريسا ماير لكنها ببساطة لم تكن مديرة تنفيذية جيدة فهي لم تعرف كيف تعطي قرارات صائبة او تضع اتجاه للعمل حيث ان المدير التنفيذي للشركة هو اصعب واهم منصب للشركة فهو الذي يحدد اذا ماكانت الشركة ستنجوا او تغرق حتى اسهم موقع علي بابا بقيت على حالها لم يتم تحريكها او استخدامها لأي شيء ماريسا  ببساطة لم تستطع ان تقرر ما الذي يجب فعله.

قصة فشل ياهو تبين لنا ان مجدداً ان الشركة التي لاتستطيع ان تتأقلم مع التطور والشركة التي ليست لها اتجاه واضح للعمل سوف تفشل لامحالة لكنها ايضاً تعطي درس قيم بأهمية اختيار مدير تنفيذي صحيح يستطيع اتخاذ قرارات صائبة في الاوقات الصعبة. شركة ياهو الان لازالت موجودة مملوكة من قبل شركة فيرايزون (Verizon) لكنها ببساطة تعمل بدون اي فائدة حقيقية او ربح فهي مصدر خسارة للشركة المالكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *